برج ليليوم في وارسو – ناطحة سحاب عضوية معلقة

س وف تحظى وارسو في عام 2025 بفرصة الحصول على رمز جديد. برج ليليوم، المخطط أن يصل ارتفاعه إلى 260 مترًا، سيتجاوز أخيرًا قصر الثقافة والعلوم الشهير بفارق 23 مترًا كاملة. هذا ليس مشروعًا عاديًا – إنه عمل من تصميم استوديو زها حديد، الذي ينتظر التنفيذ منذ أكثر من عقد.

تصوير: inyourpocket.com
لماذا من المهم الآن متابعة مصير هذا البرج بالذات؟ لأن المشروع عاد إلى الحياة بعد سنوات من الجمود. في عام 2024 ظهرت إشارات جديدة من المطورين، وقد يحمل عام 2025 قرار بدء البناء. من يدري، ربما بعد بضع سنوات سننظر إلى أفق العاصمة بشكل مختلف تمامًا.
بدلاً من budynku LIM – مقدمة لظاهرة Lilium Tower
تصميم ناطحة السحاب مستوحى من زهرة الزنبق – ومن هنا جاء الاسم. إنه شكل عضوي مميز يهدف إلى إبراز المبنى وسط الكتل المستطيلة في وسط المدينة. كانت Zaha Hadid، الحائزة على جائزة Pritzker لعام 2004، معروفة بمثل هذه الحلول غير التقليدية. تبدو مبانيها وكأنها نبتت من الأرض بشكل طبيعي، وليس كما لو أن الإنسان هو من شيدها.
“يجب أن تعبر العمارة عن زمنها ومكانها، لكنها تسعى إلى الخلود”
– زها حديد
مشروع Lilium Tower ليس مجرد مسألة ارتفاع أو جمالية. إنه رمز لطموح وارسو التي تسعى لمنافسة العواصم الأوروبية. المدينة بحاجة إلى رموز جديدة، خاصة بعد عقود من هيمنة القصر السوفيتي للثقافة.
من الجدير بالذكر أيضاً أن كل مشروع بناء ضخم في وسط المدينة يؤثر على أسعار العقارات في المنطقة المجاورة. سكان الأحياء القريبة بدأوا بالفعل يتساءلون عما ستجلبه لهم عملية البناء المحتملة. البعض يأمل في ارتفاع قيمة ممتلكاتهم، بينما يقلق آخرون من الازدحام والضوضاء.
Lilium Tower هي قصة بثلاثة أبعاد: الإرث المعماري لـ Zaha Hadid، الطموحات الاقتصادية لوارسو، والمشاعر الاجتماعية حول تغيير أفق المدينة. كل واحدة من هذه الجوانب تستحق تحليلاً منفصلاً.
كيف حدث أن المشروع لا يزال ينتظر التنفيذ رغم مرور السنوات؟ تاريخ Lilium Tower مليء بالتحولات التي تستحق أن تُعرف منذ البداية.

تصوير: eurobuildcee.com
من الفكرة إلى الإيقاف – تاريخ وتطور المشروع
في عام 2008، تم تقديم مشروع كان من المفترض أن يغيّر أفق وارسو إلى الأبد. برج ليليوم من تصميم زها حديد بدا وكأنه قادم من المستقبل – 180 مترًا من العمارة الحديثة في قلب العاصمة. لكن هذا المستقبل لم يأتِ أبدًا.
2008 – الإعلان الكبير عن المشروع. قدمت شركة Zaha Hadid Architecture رؤية لناطحة سحاب في حي وولا. تحدثت وسائل الإعلام عن “ثورة معمارية”، وأكد المستثمرون عزمهم (Dezeen، 15.01.2008). في ذلك الوقت، لم يتوقع أحد أن العالم سينقلب رأسًا على عقب بعد لحظات.
2008-2009 – الأزمة المالية ضربت بقوة. توقفت البنوك عن إقراض الأموال للمشاريع المحفوفة بالمخاطر، وكان البرج المستقبلي في وارسو هو تعريف المخاطرة. انسحب المستثمر الرئيسي من المشروع، ولم يتبق سوى التصورات الجميلة.
2011 – محاولة إنعاش. حاولت المدينة العثور على مستثمر جديد، لكن دون جدوى. بالإضافة إلى ذلك، تغيرت القوانين العمرانية – التعليمات الجديدة لمركز وارسو عقدت الأمور (Architektura & Biznes، مارس 2011).
2013-2015 – صمت. بقي المشروع في الأدراج، رغم ظهور شائعات بين الحين والآخر عن “محادثات جدية مع شركاء جدد”. كانت زها حديد تذكر وارسو في مقابلاتها، لكن لم يكن هناك أي تفاصيل ملموسة.
2016 – وفاة زها حديد في مارس من هذا العام كانت ضربة حقيقية. لم يفقد العالم فقط معمارية عبقرية، بل فقد برج ليليوم “أمه”. بدون مشاركتها الشخصية، أصبح المشروع أصعب في إقناع المستثمرين به.
2018 – التوقف الرسمي. أكدت شركة Zaha Hadid Architects أن “المشروع يحتاج إلى نهج استراتيجي جديد”. عمليًا، كان هذا يعني العودة إلى الأدراج (The Calvert Journal، يونيو 2018).
2024-2025 – أمل جديد؟ ظهرت إشارات بأن مطورًا عقاريًا في وارسو يخطط لإحياء المشروع. هذه المرة يُقال إن هناك “أموال حقيقية وجدول زمني محدد”. سنرى ما إذا كان ذلك مجرد أمل زائف آخر.
فلماذا لم يبدأ البناء أبدًا؟ إنه مزيج من سوء الحظ والتوقيت السيئ. أزمة 2008 قتلت التمويل، ثم تغيرت القوانين، ووفاة حديد حرمت المشروع من نجمته الرئيسية. وكل عام جديد كان يعني مواد أغلى ومتطلبات قانونية جديدة.
ماذا كان من المفترض أن يُبنى هناك؟ تظهر المعايير التقنية حجم التحدي الذي ظل لسنوات أكبر من أن يُحتمل.
المعلمات والميزات – ما الذي يميز ناطحة السحاب في المخططات
من كان يظن أنه يمكن كتابة هذا العدد من الأرقام عن مبنى واحد؟ لكن في حالة Lilium Tower، فإن حجم المشروع وحده يثير الإعجاب.

تصوير eurobuildcee.com
للتوضيح فقط، نحن نتحدث هنا عن مبنى يبلغ ارتفاعه 260 متراً، وسيضم 70 طابقاً ومساحة استخدام إجمالية تبلغ 62,300 متر مربع. هذا بالفعل رقم كبير وفقاً للمعايير المتبعة في وارسو.
| مبنى | الارتفاع | الطوابق | المساحة |
|---|---|---|---|
| برج ليليوم | ٢٦٠ م | ٧٠ | ٦٢٬٣٠٠ م² |
| قصر الثقافة | ٢٣٧ م | ٤٢ | ١٢٣٬٠٠٠ م² |
| وارسو سباير | ٢٢٠ م | ٤٩ | ١٠٠٬٠٠٠ م² |
تم التخطيط للبرنامج الوظيفي لناطحة السحاب بشكل طموح إلى حد ما. من المقرر أن يتواجد بداخلها 288 شقة سكنية بالإضافة إلى 292 وحدة أخرى تعمل بنظام فندق الشقق (كوندو). إلى جانب ذلك، سيكون هناك مركز للعافية – على الأرجح مع مسبح وصالة ألعاب رياضية، كما هو معتاد. سيكون بإمكانك ركن سيارتك في أحد 245 موقفًا متاحًا.
أما الفكرة الأكثر إثارة للاهتمام فهي الواجهة البارامترية، التي يُفترض أن تستلهم شكل زهرة الزنبق. لا أعلم ما إذا كان ذلك سيشبه الزهرة فعلاً، لكن مفهوم الأشكال العضوية في العمارة يبدو دائمًا جيدًا في التصاميم الافتراضية.
يخطط المصممون أيضًا لحلول صديقة للبيئة. هناك حديث عن “جلد مزدوج” للمبنى، وأنظمة لاستعادة مياه الأمطار وغيرها من التسهيلات المماثلة. من المفترض أن يساعد ذلك في الحصول على شهادات دولية للبناء المستدام، رغم أنه لم يتم ذكر أسماء محددة حتى الآن.
سيتم تقسيم الطوابق حسب الوظيفة – من المرجح أن تكون المستويات السفلية للخدمات والتجارة، والوسطى للفندق، والعليا لـ الشقق. هذا حل نموذجي لهذا النوع من المشاريع.
هل يحتاج سكان وارسو إلى مبنى شاهق آخر بهذا الارتفاع؟ هذا ما يدور حوله نقاش نشط بالفعل في مختلف أنحاء المدينة.
النقاشات، الجدل والتأثير على وارسو
“يا جماعة، هل هذا فعلاً نهاية وارسو التي نعرفها؟ هذا برج Lilium Tower مزحة ما؟” – هذا ما كُتب على منصة X مباشرة بعد عرض التصور البصري لناطحة السحاب. وهكذا فعلياً بدأت كل الضجة.

تصوير: triverna.pl
النقاش قسّم المدينة إلى نصفين. من جهة هناك المتحمسون الذين يرون في المشروع فرصة لمكانة دولية مرموقة. ومن الجهة الأخرى – المنتقدون الذين يخشون أن تفقد وارسو طابعها الفريد.
الحجج المؤيدة للبناء تبدو مقنعة. أيقونة جديدة في أفق المدينة، دافع لمزيد من الاستثمارات، وزيادة جاذبية المدينة للسياح ورجال الأعمال. المؤيدون يؤكدون أن كل عاصمة كبيرة تحتاج إلى رموز عصرية. بالإضافة إلى ذلك – فرص عمل، ضرائب، وتنشيط المنطقة المحيطة.
أما المعارضون فيتحدثون بصراحة عن “الذرة”. برأيهم، البرج سيسيطر على المعالم التاريخية ويفسد منظر المدينة من جهة نهر فيستولا. وهناك أيضاً مخاوف من الشقق الفارغة – هل فعلاً سيجدون من يرغب في عشرات الشقق الفاخرة بين الغيوم؟
اللافت أن جدلاً مشابهاً رافق مشروع Warsaw Spire. بلغت تكلفة هذا المشروع حوالي 1.2 مليار زلوتي بولندي، واليوم لا أحد يشتكي.

تصوير: remer.com.pl
من المتوقع أن يكون Lilium Tower أكثر تكلفة – التقديرات تشير إلى مبلغ يتجاوز 2.0 مليار زلوتي بولندي.
المشكلة أن لا أحد يعرف من أين ستأتي الأموال. المطور يؤكد استعداده، بينما البلدية غير متحمسة للإعفاءات الضريبية. أما السكان؟ بعضهم يأمل في فرص عمل جديدة في التجارة والخدمات، وآخرون يخشون من تغيير طابع الحي وارتفاع الأسعار.
الحقيقة أن النقاش كله يشبه جدالاً حول دب في الغابة قبل رؤيته. قد يتبين بعد عام أننا سنتحدث عن Lilium Tower بصيغة الماضي.
ما التالي بالنسبة لـ Lilium Tower؟ – السيناريوهات المحتملة والاستنتاجات
تُظهر sytuacja wokół Lilium Tower مدى تعقيد سوق ناطحات السحاب الفاخرة في بولندا اليوم. بعد سنوات من الخطط والمناقشات، حان الوقت لنظرة واقعية نحو المستقبل.
ثلاثة سيناريوهات محتملة للأعوام 2026-2030:
- السيناريو المتفائل – يبدأ البناء في عام 2026 بعد الحصول على التصاريح النهائية وتأمين التمويل. يستقر الزلوتي، وتنخفض أسعار الفائدة، ويجد المطور شريكًا استراتيجيًا.
- السيناريو الوسيط – يمتد المشروع حتى عام 2028-2029 بسبب المزيد من التأخيرات الإدارية ومشاكل التمويل. في النهاية يتم إنجازه، لكن بشكل محدود.
- السيناريو المتشائم – بحلول عام 2027 يتم التخلي رسميًا عن المشروع بسبب عدم تحقيق الربحية والتغييرات في قانون البناء.
من الجدير متابعة تطورات مشروع Lilium Tower – سيكون بمثابة مؤشر على حالة قطاع العقارات الفاخرة في بولندا.
ماسيي ز.
محرر أسلوب حياة وعقارات
Luxury Blog








اترك تعليقا